2009/10/26

أنا مسلم أبي

مرسلة بواسطة ريحانة الإسلام في 12:36 م






يتمتع المواطن الأمريكي و الغربي بشكل عام بكل الحقوق - و إن كانت مبتورة - بينما لا تصل البلاد العربية غير القشور، ففي عرفهم هي حكرٌ على أبناء عرقهم، و كل ما دون ذلك فهو خارج دائرة صلاحية طلب حقه سواء في العيش أو غيره، فالقوي يسن القوانين و يتمتع بكامل الحقوق، بينما يُلقي بالجزء المؤرق من الواجبات على كاهل الشعوب الضعيفة المحتقرة - في نظره
يتكلم باسم الحرية التي لا يفقه منها سوى حروفها، ويدعو لاتباع قوانينه ثم يشذ عن قاعدته باعتباره القوة العظمى التي لا يُخرس ظُلمها إلا قوة أعظم منها
كل هذا و يبقى سيف الحق قطعة أثرية نحتفظ بها في متحف الأجداد، بينما نندب حظنا العاكر و ننعي رجلنا المريض، مجمَّدين تحت أحذية الذل، نشرب كلنا من كأس واحدة اسمها الهوان
و المصيبة أننا على وعي أن الغرب أبدا لن يمد يد العون، بل لن يرفع يده إلا ليصفعك بكل دنية، و سيُكمل طريقه القمعي الذي بدأه، و قصة النهب و السلب التي لن تُشبع شرهه المتزايد مع الأيام..

تُضحكني تلك النظرات المتبادلة بين رؤساء الشمال و الجنوب، و ابتساماتهم الملوثة بدماء الأبرياء قبل اتخاذ صورة تذكارية للقاء الحميم...و شر البلية ما يضحك
بل أصبحَت تصيبني حالات إغماء عندما تُدعى الذئاب إلى طاولة المفاوضات، أو تُصرف الأموال الطائلة على تحضيرات القمم المزعومة.....هذا إن قرروا مقر عقدها فمعلوم اتفق العرب ألا يتفقوا.

لن أدخل بمتاهات السياسة المقهورة تحت رحمة مصالح الغرب، و لن أتكلم عن التصريحات المدفوعة الأجر، و لا حتى عن أزياء المآمرة المصممة خصيصا لدفع الثمن لمجرد التفكير في معاداة السامية
إنما كلماتي موجهة إليك كمسلم و ضمير عربي قح، رمى شوائب أكاذيب دعوى حقوق الإنسان التي لا تنطلي إلا على مخدوع ضعيف البصيرة، فهلا أعرتني انتباهك و وعيت أنك إما مدفون تحت غطرسة حكومة مجحفة، و هجمات العدو الذي لم يصبر أن كشر عن أنيابه، و استعد ليفتك بك بلا سابقة إنذار، و إما تَرسم لنفسك طريق العزة و الكرامة بهمة عالية و خطى وثيقة، مُسطرا تحت عبارة "لا للإستعمار" ألف سطر، مقتديا بنهج الأجداد المكلل بالبطولات و حياة الإنجازات العظيمة، تقطع معالم الطغيان..
تصنع أمة..
تحرر شعبا بأكمله
أم أنك كغيرك اخترت حياة اللامبالاة إلى حين توقظك قذيفة مدججة بالحقد في عقر دارك، أو عبوة ناسفة تسلبك أعز ما لديك...أليس هذا ما يحدث يا نيام؟
أم طول الليل أضناك و جعل حلمك "المستحيل" أينما استدرت قطع عمر اليقين بغد جميل؟
بربك ألم تشبع من تلك المسلسلات التي تُعرض على المباشر أم أن الرشاوي حجّرت قلبك و صمت آذانك عن سماع نداءات إخوتك الذين ملّوا من ترديد أغنية..."لا حياة لمن تنادي"
قل لي، أمازلت تقرأ و كأنني أقص عليك إحدى الروايات الخيالية المحبوكة، أم أنك تمر على حروفي مر الكرام لتتجنب عتاب قلم اختنق و سال دما لا مدادا، همه أن تعي أنه تعب و هو يلاحقك من صفحة لصفحة يحاول أن تكتب على جبينك

"أنا مسلم أبي"
mp3
صمتا






















Bookmark and Share

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

لم يعد مجالا للمرواغة فالدنيا اصبحت مكشوفة والناس تعرف الحق من الباطل ..
والحق قادم لاني مسلم أبي
جزاكم الله خيرا

ريحانة الإسلام يقول...

بارك الله فيك و في روحك الأبية أخي الكريم و كثر من أمثالك..
شرفني حضورك و أسعدني
مع أطيب المنى

إرسال تعليق

"ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد"

الاقصى